Snack's 1967
أهلا وسهلا بكم

الهاتف نعمة لاتجعلوه سبباً للنقمة


عبد العزيـز المغربي – جـدة


قال الداعية عبد الحميد بن عبد الرحمن بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة إن من نعم الله تعالى على الناس في هذا الزمان ان يسر لهم الاتصال بالبعيد دون مشقة أو عناء و لم يقف الأمر عن هذا الحد بل اصبح المرء يستطيع أن يكلم من يريد في كل وقت في أي مكان في كثير من الأحيان عن طريق ما يعرف بالهاتف الجوال و أوضح انه من المؤسف و المؤلم أن ترى فئاماً من الناس لا يحسن التعامل مع هذا الهاتف إذر يقع كثيراً في أمور محظورة شرعيـاً أو مستهجنة عرفـا ، وقد رصدت في هذه العجالـة عدداً من الأمور اذكرها نصحاً للامة فلعلها أن توقف نائماً أو تنبه غافلاً أو تذكر ناسياً و ما توفيقي إلا بالله . من الأضرار الناتجة عن الاستخدام السيئ للهاتف الجوال مل يلي : أن بعض الناس يجعل رنـة الهاتف الجوال على نغمات موسيقية تلهية و تصرفه عن الخير . ولا يظن هذا المتخذ للمحرمات أن فتح باب الدنيا وزينتها له دليل على أن الله تعالى راض عنه كلا بل ربما كان ذلك سببا لهلاك لو استمر في المعصية فإنه سبحانه يقول (( فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون فقطع دابر القوم الذين ظلموا و الحمد لله رب العالمين )) . و من الأضرار التي يحذر منها السحيباني : اصطحاب الجوال إلى المسجد دون التأكد من إغلاقه و هذا يؤدي إلى حصول الأذى في بعض الأحيان عندما تظهر رنات الهاتف في المسجد حيث تزعج المصلين وتشوش عليهم و الحل هنا أن يترك المصلي هاتفه في البيت أو السيارة ولا يتسبب في إلحاق الأذى بغيره لأن إيذاء المسلم محرم . ويضيف : أن بعض الناس يصطحب الجوال معه إلى المسجد الحرام و يتحدث به ويستقبل المكلمات دون حياء من الله تعالى و الدافع له إلى ذلك اتساع المسجد و كثرة الناس بحيث لا ينتبه له أحد و هذا التصرف فيه قلة أدب مع الله عز وجل لان المسجد الحرام يحترم كما يحترم غيره من المساجد بل له مزيد إجلال و تعظيم كما تدل على ذلك الدلائل المتعددة عن الكتاب و السنة . العبث بهذا الهاتف داخل المسجد و إن لم يكن هناك مهاتفة وهذا الفعل فيه قلة اهتمام صاحبه بالمكان الذي دخل فيه وكان الواجب عليه أن يترك عند أول دخوله للمسجد كل أشغال الدنيا وهمومها ويفرغ باله كله للصلاة وتعظيم الله جلا جلاله . كما كان ذلك منهج الرسول صلى الله عليه وسلم و الصحابة و التابعين لهم بإحسان . اتخاذ هذا الهاتف لأجل المفاخرة و التقليد دون حاجة و المفاخرة و التقليد بلا بصيرة عملان مذمومان لان المفاخرة تؤدي إلى العجب و الكبر و البصر و الله تعالى يقول : (( و لا تمش في الأرض مرحا إنك لن تخرق الأرض و لن تبلغ الجيال طولاً )) . وفي الصحيحين من حديث أبى هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (( بينما رجل يمشي في حلة تعجبه نفسه مرجل رأسه يختال في مشيته إذ خسف الله به فهو يتجلجل في الأرض إلى يوم القيامة )) و معنى (( يتجلجل )) أي يغوص و ينزل . و إما التقليد فمذموم لأنه يعني محاكمة الغير دون وعي او بصيرة بمدى الحاجة الى الشيء المقلد فيه و قد عاب الله عز وجل في القرآن قومـاً احتجـوا على باطلهم بانهم وجـدوا آباءهم كذلك و انهم مقتدون بهم قـال سبحانه (( وكذلك ما ارسلنا من قبلك في قرية من نذير إلا قال نترفوها إنا وجدنا اباءنا على أمة و أنا على اثارهم مقتدون قل أولو جئتكم باهدى مما وجدتم عليه اباءكم قالوا إنا بما أرسلتم به كافرون فانتقمنا منهم فانظر كيف كان عاقبة المكذبين )) . فدل ذلك على أن تقليد الغير بلا علم و لا بصيرة مذموم على وجـه العموم و يختلف حكم التقليد بحسـب الشيء المقلـد فيـه و يستثنى من الذم من قلد العلماء المهتدين و من بذل جهده في اتباع ما انزل الله و خفي عليه بعضه فقلد فيه من هو اعلم منه فهذا محمـود غـير مذموم و مأجـور و مأجـور غير مأزور .


 


عبـث المراهقـين


ومن الأضرار أيضا تمكين المراهقين و المراهقات من اتخاذه والعبث به : ومعلوم أن تمكين هؤلاء منه فيه ما فيه من المساوئ إذ قد و صل الأمر ببعض هؤلاء من المراهقين و المراهقات إلى أن يتخذ كل واحد صديقا أو عشيقاً بسبب ضعف الوازع الديني و عـدم الحاجـة إلى هذا الهاتف . والواجـب على أوليـاء الأمـور أن يتقـوا الله تعالى فيهم و أن يبعـدوا عنهـم الأسبـاب الـتي تـؤدي إلى انحرافهم فانه سبحانـه يقـول : (( يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس و الحجـارة عليها ملائكـة غـلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون )) وثبـت عنه صلى الله عليه وسلـم كما في الصحيحـين انه قال (( و الرجـل راع في أهلـه و مسؤول عن رعيتـه )) .

 


تنزيل المحتوى كملاحظه في جوالك

 العودة إلى قائمة مواضيع مهمة للغاية
 ↓ ↓ ↓ ↓ ↓ ↓ ↓ ↓ ↓ ↓ ↓



 مدير الموقع